السبت، 25 أكتوبر 2008

الهدوء الايجابي

الإنسان الهادئ يعد من القلة الذين تكون قراراته صائبة ، لأنه يبتعد عن التشنج ، ويكون كظمه للغيظ عن دراية وتجربة فلا يحمل في نفسه أية ضغينة أو غضب ، مما يستطيع من خلال هذا السلوك السيطرة على انفعالاته وتوجيهها التوجيه السليم. الكثير منا خاض تجارب انفعالية كان سببها الرئيس الاستعجال ، مما جعل عاقبة هذه التجربة وخيمة وفي غير مصلحته ، وهنا لا نقصد من الهدوء ترك الحقوق والتنازل عنها ، ولكن التنازل يكون في المواقف التي نقدر أن ضررها أكبر من نفعها ، وأنها تؤدي بالتأكيد إلى خسارة بعض المكتسبات الشخصية لذاتنا . إن بعض المواقف هي نتيجة سلوكيات تربى عليها الآخرون وغدت طبع في شخيصتهم ، وطريقة العلاج لا تكون بأسلوب الند بالند ، لقد تطور العالم من حولنا ، ولعل هذا التطور جعل الإنسان يتجه إلى الأمور المادية والتعلق بها ، وأهمل العاطفة ولم يعيرها أي اهتمام ، وأصبحت الأنانية صفة لاصقة بذات الشباب ، والكبر الممقوت قلل من احترامهم وتقديرهم للغير. كما يقولون علينا الحكم على سلوك الإنسان لا شخصيته ، فلا يوجد أحد يقبل الهجوم على شخصيته والتقليل منها . إن بعض السلوكيات نتيجة حتمية للمحيط الذي يعيشه الإنسان ، فالغنى الفاحش يجعل صاحبه يترفع عن الطبقات الدنيا وخاصة إذا كان هذا الغني لم يتشرب من معين الدين . والخلاصة أن الاستعجال في اتخاذ القرارات والحكم على البعض يجب أن يلجم بالسلوك الهدوئي الذي يسيطر على الموقف ولو مؤقتاً.

الاثنين، 20 أكتوبر 2008

الوقت هو الحياة

لعل أكثر ما يندم عليه الإنسان تضييعه للوقت ، الذي إن مر فإنه لا يعود ، ويعد التعويض في هذا المجال من الأمور الصعب تحقيقها ، لأنه أحياناً يكون للوقت خصوصية ومناسبة لا تتكرر إلا نادراً . قال الله تعالى في سورة يونس :(( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ..)) فمن خلال حركة الشمس نعلم الساعات ومن خلال القمر نحسب الشهور ، فكل هذه التيسيرات من الله لنقوم بواجبنا نحو أنفسنا والآخرين ، ونرسم لحياتنا طريق المجد والعزة ، ونستشعر معنى العمل والسعي الدؤوب . لعل الذي جعلنا مستقرين في ذيل الأمم هو تقاعسنا في استغلال أوقاتنا حق استغلال ، وتهميش الساعات ، وعدم التخطيط لحياتنا ، والعيش كما يحلو لنا من غير اكتراث بمعنى النجاح والإنجاز . مع أن نواميس الحياة كلها ، ومعاملاتنا الشرعية السماوية تدلنا على اتباع النهج الصحيح والطريق السليم الذي يقودنا نحو القمة والمكوث فيها . فالصلوات الخمس ، والصيام لها أوقات معينة لا نتقدمها دقيقة ولا نتأخر عنها . إنها الايجابية ومعرفة الحياة على حقيقتها ، ومعرفة ذواتنا التي تخلينا عنها ، وتركنا شهواتنا هي التي تقودنا ، فكانت النتيجة هي التي نعيشها وننغمس في أوحالها . لا بد من وقفة مع النفس ، حتى لا نفقد أكثر مما أضعناه ، وأن نترك الماضي ونتطلع للمستقبل ، ونبدأ مع ذواتنا ونحاول أن نرتقي بها بجميع جوانبها العلمية والعملية . ودمتم أخواني مستبشرين بالتألق والنجاح وتحقيق هدف المسلم في الحياة ، ولا تنسوا أخوانكم في مشارق الأرض ومغاربها ، والدال على الخير كفاعله