الأربعاء، 21 يناير 2009

العبرة من أحداث غزة

الأحداث التي تمر علينا لا بد وأن ورائها حكمة ، فالله يريد أن يختبر عباده ، ليمحص الناس ويختار منهم القائد الذي يمسك بزمام الأمور ويقود هذه الأمة بتوجيهاته وإرشاداته إلى الطريق الصواب ، والمتلقي الصالح لهذه النواميس . ولعل أحداث غزة الأخيرة (27/12/2008م) عرت الكثير من البشر من حاكم ومحكومين ، فلقد أظهرت ضعف الشعوب العربية ، فمع المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات إلا أنها لم تصل إلى درجة التأثير الذي يجمع العرب على كلمة سواء ، إلا أنني أعتبر الفصائل الفلسطينية هي بطلة هذه المرحلة ، مما حققته من انتصار ، وإن نفى العدو ذلك . إلى متى تحركنا العاطفة المؤقتة التي لا تلبث أن تزول بعد الأحداث مباشرة ، ونعود إلى غينا ، وننغمس في غياهب الأحلام النرجسية التي تنسينا حتى الإساءة التي أرسلها العدو لنا . ولقد كشفت هذه الأحداث أن معدن بعض شبابنا يحتاج إلى صقل ، فلقد عمه الصدأ ، فلا بد من بذل الجهد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، والمشكلة الكبيرة أن المفكرين لا يستطيعون إيصال أفكارهم لهذه الفئة كونها لا تقرأ ولا تسمع ولا تشاهد ما هو مفيد . فالحل منوط للوالدين الذين يقع على كاهلهما هذا الجهد ، فالبيت هو الأساس ، ومن خلاله يتخرج الفوج الذي يحمل الإيمان والأخلاق . والعجيب أن الأجانب ( والغير المسلمين ) كان لهم دور إيجابي يفوق دورنا بكثير من المراحل والتأثير تجاه قضيتنا. أكتب هذه الكلمات والحرب توقف مؤقتاً (هدنة) ، ولكن حربنا لا يتوقف مع العدو الصهيوني ، فهو ماض حتى قيام الساعة ؛ كما تحدث عنه القرآن وأحاديث حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .
إن العبر والحكم وحتى النصر لا تكون جلية لكل إنسان ، فتغيب عن البعض لأنه غير مؤهل لتلقي هذا الخير ، فالله يخص الصفوة بالنصر وتعيشها ، وتشعر بها . نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .