تلزمني الحاجة أحياناً لارتياد سوق الخضرة ، ويأخذني فضولي لمشاهدة جميع الأصناف المتواجدة والتي جلبت لهذا المكان ، وعند معاينتي لثمرة ما ، أشعر وكأنها دخيلة على المجال المعيشي الخاص بهذه البقعة ، وكأن أجسادنا تنتفع من شجيرات أديم الأرض المحيط بها ، وترفض ما عداها من أجناس اخرى مهما بدت ألوانها زاهية ، وشكلها مشهي .
وفي زاوية أخرى من زوايا السوق يجلس بائع كملك جبى له ثمار هذا الكون بأسره ، من مناطق باردة وأخرى استوائية حارة ، فإذا رغبت في معرفة مصدر إحدى هذه الفواكه لأجابك على الفور دون تردد عن البلدة التي شيعت منها ، مع جهله التام بموقعها .
وأنا هنا لا أملك مختبرات لمعرفة ما هو نافع وما هو ضار ، لكنها استنتاجات تعتريها الصحة وأحياناً الخطأ ، فكما تعيش بعض الأشجار في الصحراء مع شدة الحر وندرة الماء في قسوة يظن الظان بأن لا حياة في هذه البقعة ، إلا أنها تتحدى هذه القسوة بأن ترسل جذورها في الأرض بعيدة عن السطح ، فتراها مخضرة طوال الموسم .
والإنسان يستفيد من بعض هذه النباتات والأزهار فائدة قد تكون سبباً لمعافاته من بعض العلل والأسقام ، وأخرى يأخذ من ثمرها للتسلية وحظوظ النفس كشجرة السدر، والاستفادة أيضاً من أوراقها للإنسان والماشية .
وثمار لا تنبت إلا في الأجواء الباردة والمعتدلة كالزيتون ، ومع فائدتها الجليلة إلى أنها عندما تزرع في الصحراء تمتنع عن تقديم ثمرتها ، فلا طائل من زراعتها .
إلا أن العلماء استحدثوا بيوت صناعية تناسب هذه الأشجار ، وغرزوا فيها بعض المواد التي تساعد في نموها ، حتى غدت أكبر من حجمها الطبيعي .
فهي سنن الله في الكون بأن جعل التنوع في الثمار مصاحبة لتنوع لحال الجو ، والكثير من الثمار عندما تنبت بشكل طبيعي دون تدخل من يد إنسان تكون أنفع وانقى … والله أعلم
الأربعاء، 25 فبراير 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)